كنت قد إنتهيت من جمع القش ومتجها الى المخزن الذي نخزنه فيه عندما لمحت الجبل الذي يحجب السحاب قمته ، بل ويحجب جزءا كبيرا منه فتوقفت للحظة وتمعنت في الأمر وبت أحدث نفسي : " قد يكون هذا ماأحلم به فكل الناس يحلمون بالمال وكما سمعت من أجدادي ففي قمت الجبل يوجد الكثير من الذهب مع الكثير من العقبات وذلك قد يكون مناسبا لي كهدف فالمرء بلا هدف بلا حياة ربما علي أن أكون مختلفا عن الجميع وأنظر لأشياء أكثر ارتقاء من مجرد العيش حتى الموت حياة عادية بل لأرقى الأشياء فلماذا نجعل المال هدفا لنا بينما يمكنني أن أحصل على اكثير منه في بضعة أسابيع وحسب لكنني عندما أرغب بذلك فعلي رهن حياتي مقابل هدفي بل أن علي رهنها مقابل المال إن كان هو هدفي ".
وفي تلك اللحظة قررت الذهاب إلى الجبل بعد أن أوصل القش للمخزن سأرحل للقمة ..
فذهبت للمنزل لأخبر أبي وأمي .
- مالذي تقوله أيها الأحمق .. هل جننت ألا تعلم أنه لم يعد أحد ذهب إلى هناك لا أحد أبدا ...
- توقفي يا أم نمر.
ثم ضربني لكمة قوية في رأسي أفقدتني الوعي.
وعندما أستيقظت رأيت أبي أمامي وسألني :
- هل أنت متأكد من أنك ترغب بالذهاب إلى هناك ؟
فأجبته :
- نعم لقد وجدت هدفا لي في الحياة بعد أن عشت طويلا بلا هدف ألا وهو جمع المال وبلوغي لقمة الجبل طريقي لجمع المال ..
حسنا سأخبرك بعض الأشياء عن التي أعرفها عن الجبل لكي تأخذ حذرك وأعلم بأنه عليك الحصول على ماترغب به مهما كان صعبا .
...................
كانت نصائح أبي دافعا لي لذهاب فلطالما كان أبي يدعمني في أكثر ما أرغب به لذلك أنا لن أخذل أبي . وأنطلقت حاملا معي بعض الطعام وقبل ذهابي رأيتها قادمة ومعها سكين وقالت لي : كنت أرغب أن أحظر معي وردة حمراء ثم فكرت مليا فقلت لن تفيدك الوردة في رحلتك لكن هذه السكين أعتبرها هدية مني لك .. إلى اللقاء .
كنت أكن لتلك الفتاة الكثير من الأحترام وكان يصيبني شعور غريب لاأستطيع تفسيره عند رؤيتها لكنني اليوم شعرت مع ذلك بالعزيمة والرغبة أكثر رغم أن جل تفكيري في طريقي الطويلة كان بها ولم تصادفني مشكلة حتى بلوغي للجبل .
لكن بدأت المشاكل تواجهني بعد ساعة من صعودي للجبل حيث كان مليا بالمنحدرات الكبيرة التي أخرت رحلتي لكنني استطعت مواجهتها والمواصلة ، كنت أرى القرية بوضوح تام حتى حصل شيء ما ،
يتبع...