سورة العلق
أم يوسف
المكية وآياتها تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
شرح الكلمات:
اقرأ : أي أوجد القراءة
باسم ربك : أي بذكر اسم ربك.
الذي خلق : أي خلق آدم من سلالة من طين.
خلق الإنسان : أي الإنسان الذي هو ذرية آدم.
من علق : أي جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني حيث تصير علقة أي قطعة من الدم الغليظ.
وربك الأكرم : أي الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه.
الذي علم بالقلم : أي علم العباد الكتابة والخط بالقلم.
علم الإنسان : أي جنس الإنسان.
ما لم يعلم : أي ما لم يكن يعلمه من سائر العلوم والمعارف.
معنى الآيات:
قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) هذه الآيات الخمس من أول ما نزل من القرآن الكريم لأحاديث الصحاح فيها منها حديث عائشة: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة فجاءه الملك فقال إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم. رواه البخاري
فإن مما اشتهر في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي حراء يتحنث فيه أي يزيل الحنث فرارا مما عليه قومه من الشرك والباطل حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء فقال يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله ثم قال اقرأ قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني ثلاث مرات حتى بلغ مني الجهد ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق فقرأت الحديث.
وقوله تعالى ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) يأمر الله تعالى رسوله أن يقرأ بادئا قراءته بذكر اسم ربه أي باسم الله الرحمن الرحيم وقوله ( الَّذِي خَلَقَ) أي خلق الخلق كله وخلق آدم من طين وخلق الإنسان من أولاد آدم من علق والعلق اسم جمع واحده علقة وهي قطعة من الدم غليظة كانت في الأربعين يوما الأولى في الرحم نطفة ثم تطورت إلى علقة تعلق بجدار الرحم ثم تتطور في أربعين يوما إلى مضغة لحم، ثم إما أن يؤذن بتخلقها فتخلق وإما لا فيطرحها الرحم قطعة لحم وقوله : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ) تأكيد للأمر الأول لصعوبة الأمر واندهاش الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاجأة (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) أي وربك الأكرم هو الذي علم بالقلم عباده الكتابة والخط. وقوله ( عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) أي من كرمه الذي أفاض منه على عباده نعمه التي لا تحصى إنه علم الإنسان بواسطة القلم ما لم يكن يعلم من العلوم والمعارف وهذه إشادة بالقلم وأنه واسطة العلوم والمعارف والواسطة تشرف بشرف الغاية المتوسط لها فلذا كان لا أشرف في الدنيا من عباد الله الصالحين والعلوم الإلهية في الكتاب والسنة وما دعوا إليه وحضا عليه من العلوم النافعة للإنسان.
من هداية الآيات:
1- تقرير الوحي الإلهي وإثبات النبوة المحمدية.
2- مشروعية ابتداء القراءة بذكر اسم الله ولذا افتتحت سور القرآن ما عدا التوبة ببسم الله الرحمن الرحيم.
3- بيان تطور النطفة في الرحم إلى علقة ومنها يتخلق الإنسان.
4- إعظام شأن الله تعالى وعظم كرمه فلا أحد يعادله في الكرم.
5- التنويه بشأن الكتابة والخط بالقلم إذ المعارف والعلوم لم تدون إلا بالكتابة والقلم.
6- بيان فضل الله تعالى على الإنسان في تعليمه ما لم يكن يعلم بواسطة الكتابة والخط.