لقدخلق الله الخلق لحكم بالغة وغايات سامية..
فمخلوقات الله على اختلاف ذواتها وصفاتها من دلائل ربوبية الله تعالى المقتضية لإلهيته
وعلى مخلوقات الله تظهر آثار صفاته عز وجل من علم وقدرة وحكمة ورحمة وغير ذلك كما قال تعالى: ﴿فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها﴾وكما قال نبيه صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)) رواه مسلم.
كما أنه سبحانه خلق الثقلين الجن والإنس لعبادته وحده لا شريك له كما قال تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾.
والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فيجب تعلمها وأداؤها على وجهها والإخلاص فيها لله تعالى.
ولبيان العبادة, والدعوة إليها أرسل الله الرسل ,وانزل الكتب, بياناً للمحجة وقطعاً للحجة، فلبيان المحجة وهي الطريق الواضحة للعبادة قال تعالى: ﴿ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾
وقال سبحانه: ﴿هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب﴾.
ولقطع الحجة وهي الاعتذار والاحتجاج على الله تعالى قال عز وجل: ﴿رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل﴾.
وقد كان أول أمر في كتاب الله تعالى هو الأمر بالعبادة في قوله تعالى: ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾.
فالواجب على العبد أن يحرص ويهتم لتحقيق هذه الغاية العظمى؛ لينال السعادة التامة في الدنيا والآخرة، وتتحقق له الحياة الطيبة في الدارين فيعمل لآخرته ويصلح دنياه قال تعالى: ﴿من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾.
ولا ينحرف عن عبادة ربه يميناً ولا شمالاً بل يلزم الصراط المستقيم، والهدي القويم، ثم ليعلم العبد أن للرب العليم الحكيم سنناً يجريها بعلم تام، وحكمة بالغة.