حدائق الذكر العشر في القرآن الكريم
ملاحظة : هنا لا نتكلم عن ذكر الله في القرآن الكريم ، بل نتكلم بشكل عام عن الذكر .
نجد في القرآن الكريم عشرة مواضيع ( حدائق ) يدخل تحتها الذكر ، فأي ذكر في القرآن الكريم تجده مصنف تحت أحد هذه المواضيع العشرة ، عشرة وجوه ، فكل بند من البنود العشرة حديقة .
آيات الذكر في القرآن الكريم على عشرة أوجه وهي :
1) الأمر بالذكر مطلقاً ومقيدا .
2) النهي عن ضد الذكر وهو الغفلة والنسيان .
3) تعليق الفلاح باستدامة الذكر وكثرته .
4) الثناء على أهل الذكر ، والإخبار بما أعد الله لهم من السعادة والطمأنينة والخير والبركة في الدنيا وفي الآخرة .
5) الإخبار عن من ألتهى عن الذكر بغيره ، أشتغل عن الذكر بغيره .
6) جعل الله ذكره لذاكرين جزاء ذكرهم له سبحانه .
7) الأخبار عن الذكر أنه أكبر من كل شيء .
جعل الله الذكر خاتمة الأعمال الصالحة ، كما كان الذكر مفتاح الأعمال الصالحة .
9) الأخبار عن أهل الذكر بأنهم هم فقط أصحاب الانتفاع بآيات القرآن الكريم ، ,وأنهم أولي الألباب دون غيرهم .
10) جعل الله الذكر قرين جميع الأعمال الصالحة وروحها فمتى عدمت الأعمال الذكر كانت كالجسد بلا روح .
تلك عشرة كاملة
كيف ما قلبت آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الذكر وجدتها تحت واحد من هذه المواضيع العشرة .
كان هذا هو الموجز ، وأليكم التفصيل حول هذا الموضوع .
الحديقة الأولى : الأمر بالذكر مطلقاً ومقيدا .
الذكر المطلق : يعني بدون تحديد ( الزمان والمكان والحال )
الذكر المقيد : يعني تم تحديد ( زمانه ) أو تم تحديد ( مكانه ) أو تم تحديد ( حاله ) .
ومن أمثلة الذكر المطلق في القرآن الكريم :
سورة الأحزاب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)
لم يحدد الله ( وقت ولا مكان ولا حال ) بل أطلق الذكر الكثير في كل زمان وكل مكان وكل حال .
أما في الآية التي بعدها :
سورة الأحزاب : وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)
فقد قيد الله التسبيح في وقت البكرة والأصيل ، فالبكرة : قبل طلوع الشمس ، والأصيل : قبل غروب الشمس .
أما المكان فلم يحدد أي في كل مكان سبح الله ، كذلك لم يحدد الحال ، أي سبح الله على كل حال .
فهما آيتان متتاليتان في سورة الأحزاب ، جمعتا بين الذكر المطلق والذكر المقيد ، مع ملاحظة التقيد في الزمان فقط وليس في المكان أو الحال .
وقبل أن نكمل نقف مع نقطة مهمة جداً :
(ذِكْرًا كَثِيرًا)
كيف أعرف أني أذكر الله ذكرا كثيرا ؟
أو نكرر السؤال بصيغة أخرى
ما هو الحد أو المستوى الذي يجب أن أصل أليه من الذكر لكي أكون من الذاكرين الله كثيرا ؟
السر يكمن في ( الزمان والمكان والحال )
الزمان : أذكر الله في كل زمان .
فإذا نسيت لدقيقة واحدة فقط من مجموع 24 ساعة في اليوم ذكر الله فأنت لم تذكر الله كثيرا.
المكان : أذكر الله في كل مكان .
فإذا لم تذكر الله في واحد فقط من الأماكن التي تكون فيها في اليوم فأنت لم تذكر الله كثيرا .
الحال : أذكر الله في كل حال .
وإذا توقفت عن ذكر الله في حال من أحوالك التي تكون عليها في اليوم فأنت لم تذكر الله كثيرا.
والذكر الكثير يصل لدرجة أنك تذكر الله في نفسك ، في سورة الأعراف : وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ...(205) ، أي أذكر الله في قلبك أو حرك شفتيك بدون أن يسمعك أحد ، وهذا عندما تكون في مكان لا يصلح أن تتكلم فيه ، فحتى في مكان لا يصلح أن تتكلم فيه أنت غير معذور بالتوقف عن ذكر الله ، فما بالك في مكان تستطيع أن تذكر الله فيه على راحتك .
سيقول البعض صعب جداً :
أخبرني أنت ماذا تريد ؟
هل تريد أن يكون الله معك في كل دقيقة وكل ثانية ، يساعدك ويعينك ؟
إذا كنت تريد ذلك فأذكر الله كثيرا.
أما أذا كنت تريد أن يكون الشيطان معك ؟ يوسوس لك ويستحوذ عليك ويحتنكك ، وبالتالي تكون من حزب الشيطان ، فلا تذكر الله كثيرا .
في النهاية أنت حر أختر ما تريد .
في المرة القادمة نكمل باقي الحدائق