(( سعادتك فى داخلك ))
سعادتك فى داخلك فلماذا تبحث عنها بعيداً وتسافر فى طلبها . سعادتك فى إيمانك بالله - جلَّ وعلا - .
سعادتك فى صُحبة الأخيار والتعايش مع كل حرف من حروف كتاب العزيز الغفار ، وفى التَّلذذ بذكر الواحد القهار . سعادتك فى إدخال البسمة والفرحة على اليتيم والمسكين والمريض والمُبتلى والمحزون . سعادتك فى الزهد فى الدنيا والتطلع لنعيم الجنة التى فيها ملا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
(( السعادة فى داخل الإنسان ))
السعادة ليست فى وفرة المال ، ولا سطوة الجاه ، ولا كثرة الولد ، ولا نيل المنفعة ، ولا فى العلم المادى .
السعادة شئ معنوى لا يُرى بالعين ، ولا يُقاس بالكم ، ولا تحتويه الخزائن ، ولا يُشترى بالدينار ، أو الجنيه أو الروبل أو الدولار ... السعادة شئ يشعر به الإنسان بين جوانحه .. صفاء نفس ، وطمأنينة قلب ، وانشراح صدر ، وراحة ضمير .
حدَّثوا أن زوجاً غاضَب زوجته ، فقال لها متوعداً : لأُشقينك ، فقالت الزوجة فى هدوء : لا تستطيع أن تُشقينى ، كما لا تملك أن تُسعدنى
فقال الزوج فى حنق : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الزوجة فى ثقة : لو كانت السعادة فى راتب لقطعته عنى ، أو زينة من الحُلى لحرمتنى منها ولكنها فى شئ لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج فى دهشة : وما هو ؟
فقالت الزوجة فى يقين : إنى أجد سعادتى فى إيمانى ، وإيمانى فى قلبى ، وقلبى لا سلطان لأحد عليه غير ربى .
هذه هى السعادة الحقَّةُ ، السعادة التى لايملك بشر أن يعطيها ، ولا يملك أن ينتزعها ممن أُتيها ، السعادة التى شعر بنشوتها أحد المؤمنين الصالحين فقال : إننا نعيش فى سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف